تحليل: هل يمثل حزب البديل (AfD) خطراً أمنياً؟ جدل "أسئلة التجسس"

إنها واحدة من أخطر التهم التي يمكن توجيهها لحزب معارض: الخيانة. في المناقشة العامة، هاجم نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، ديرك فيزه، حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) بشكل مباشر. يزعم أن الحزب لا يستخدم حقوقه البرلمانية لمراقبة الحكومة، بل لجمع بيانات حساسة لصالح روسيا والصين. ما مدى صحة هذا الاتهام؟

الاتهام: "طلبات استطلاع"

لم يتردد ديرك فيزه (SPD) في كلماته. ووجه اتهاماً مباشراً لحزب البديل بتمثيل مصالح روسيا:

„Die große Herausforderung für das Schiff Deutschland ist aber, dass es Menschen im Maschinenraum gibt aus ihrer Partei, die versuchen Löcher in das Schiff Deutschland reinzuhauen, weil sie nicht deutsche Interessen vertreten, sondern russische Interessen vertreten." — ديرك فيزه (SPD)، النقاش العام 26.11.2025 [📺 00:36:21]

الترجمة: "التحدي الكبير لسفينة ألمانيا هو أن هناك أشخاصاً في غرفة المحركات من حزبكم يحاولون إحداث ثقوب في سفينة ألمانيا، لأنهم لا يمثلون المصالح الألمانية، بل المصالح الروسية."

وصف العديد من "الأسئلة الصغيرة" التي قدمتها كتلة حزب البديل بأنها "طلبات استطلاع". شكوكه هي: الحزب يسأل عمداً عن معلومات قد تكون ذات أهمية لأجهزة الاستخبارات الأجنبية. غالباً ما يتعلق الأمر بـ:

• تفاصيل حول البنية التحتية الحيوية (شبكات الكهرباء، محطات المياه).
• اللوجستيات العسكرية وتحركات القوات.
• التدابير الأمنية في المباني العامة.

"أنتم لا تطرحون هذه الأسئلة لأنكم تريدون معرفة شيء ما، بل لأن أسيادكم في موسكو وبكين يريدون معرفة شيء ما"، كان هذا هو الاتهام القاسي من صفوف الائتلاف الحاكم.

الأداة: "السؤال الصغير"

من حيث المبدأ، يعد "السؤال الصغير" أحد أهم أدوات المعارضة. إنه يجبر الحكومة على تقديم إجابات. يتم تقديم الآلاف من هذه الأسئلة في كل فترة تشريعية. ومع ذلك، لاحظ خبراء الأمن منذ فترة طويلة شيئاً غريباً بخصوص حزب البديل: عمق التفاصيل في الموضوعات المتعلقة بالأمن مرتفع بشكل غير عادي.

السياق: قضايا التجسس

هذا الاتهام لا يأتي من فراغ. في الأشهر الأخيرة، كانت هناك عدة فضائح تتعلق بموظفي وسياسيي حزب البديل:

قضية كراه: تم القبض على موظف لدى المرشح الرئيسي لحزب البديل، ماكسيميليان كراه، للاشتباه في تجسسه لصالح الصين.

قضية بيسترون: خضع النائب بيتر بيسترون للتحقيق للاشتباه في تلقيه مدفوعات نقدية من شبكة موالية لروسيا.

تغذي هذه الحوادث الشكوك بأن الحدود بين العمل البرلماني ونفوذ القوى الأجنبية قد أصبحت غير واضحة في أجزاء من حزب البديل.

رد فعل حزب البديل

يرفض حزب البديل الاتهامات بغضب. إنهم يرون في ذلك مناورة من الحكومة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها وتشويه سمعة المعارضة. يجادلون بأن الأسئلة ضرورية للكشف عن المظالم ومراقبة الحكومة - وهذا هو عملهم بالضبط.

الخلاصة: خط رفيع

لم يقدم فيزه دليلاً قاطعاً على أن الإجابات على "الأسئلة الصغيرة" تتدفق مباشرة إلى موسكو. لكن الضرر السياسي قد وقع. يظهر النقاش مدى تضرر الثقة في نزاهة البرلمان. بالنسبة للأجهزة الأمنية، تظل هذه معضلة: يجب عليهم الإجابة على المعارضة، لكنهم لا يريدون الكشف عن أسرار الدولة. غالباً ما تظل الإجابات غامضة أو تُصنف على أنها "سرية" - وهو ما يستخدمه حزب البديل بدوره كدليل على التستر.